توقّعات الذكاء الاصطناعي 2025: عام القيمة الملموسة؟
توقعات الذكاء الاصطناعي لعام 2025 تشمل تطورات نوعية، تحديات أمنية، وابتكار أخلاقي يعزز الكفاءة
تشهد الثورة في مجال الذكاء الاصطناعي تطوراً سريعاً يمتد تأثيره إلى كافة القطاعات الاقتصادية، حيث تسعى الشركات للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، لا سيما الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI)، لتحفيز النمو وتعزيز الكفاءة. ومع ذلك، فإن هذا التطور يطرح تحديات تتطلب فهماً دقيقاً لإمكانات الذكاء الاصطناعي والتمييز بين الواقع والمبالغات لضمان عائد استثماري ملموس.
سوق الذكاء الاصطناعي: فرص وتحديات
بحسب تقرير GlobalData للتوقعات التقنية لعام 2025، من المتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي إلى تريليون دولار بحلول عام 2030. ورغم هذه الآفاق الواعدة، تبرز تحديات منها زيادة الطلب على مراكز البيانات، ارتفاع تكاليف الأجهزة، والنقص في وحدات المعالجة الرسومية (GPUs) ويُتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي التوليدي هو القطاع الأسرع نمواً، حيث يساهم في أتمتة العمليات التجارية وابتكار نماذج عمل جديدة.
تطورات نوعية في الذكاء الاصطناعي
هيلين هوثورن، من شركة “زووم”، تتوقع أن يتجاوز الذكاء الاصطناعي العام المقبل مجرد أتمتة المهام ليشمل تحسين سير العمل وتحديد الأولويات في الوقت الفعلي. كما ترى أن الجمع بين الذكاء الاصطناعي والمواجهات البصرية سيؤدي إلى تجارب مستخدم مبتكرة، حيث تتكيف الأنظمة الذكية مع سلوكيات المستخدم واحتياجاته الشخصية.
من جهة أخرى، يبرز مفهوم الذكاء الاصطناعي الوكيل (Agentic AI) كأولوية، وفقاً لـإيد توماس من GlobalData يتميز هذا النوع من الذكاء بقدرته على الفهم العميق للبيئات واتخاذ القرارات بناءً على الأهداف المحددة، مع تطبيقات تشمل الرعاية الصحية، البنوك، والسياحة.
أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: ضرورة لا غنى عنها
مع تزايد الوعي العام بمخاطر الذكاء الاصطناعي، تؤكد غريس يي من “أدوبي” Adobe أن عام 2025 سيشهد تحولاً جذرياً نحو الابتكار الأخلاقي في تطوير النماذج التوليدية. وستكون الشفافية والمساءلة من السمات الأساسية للشركات الراغبة في بناء الثقة مع العملاء وتجنب الآثار السلبية للنماذج المنحازة.
تحسين الإنتاجية وتحقيق الكفاءة
سام ليانغ من Otter.ai يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيغير وجه العمل عبر ثلاث ركائز: الصور الرمزية الذكية (AI Avatars)، الوكلاء (Agents)، والمساعدين (Assistants) كما يتوقع أن يصبح استخدام الذكاء الاصطناعي في الاجتماعات وأتمتة العمليات شائعًا، مما يوفر وقتاً ثميناً للفرق العملية.
أما في مجال تطوير البرمجيات، تتوقع سابينا فارمر من GitLab أن يقوم الذكاء الاصطناعي بأتمتة عمليات اختبار الشفرات البرمجية، مما يتيح للمطورين التركيز على المهام الاستراتيجية.
تحديات أمنية وتشريعية
على الصعيد الأمني، تتوقع سامانثا ويسيلز من Box زيادة التهديدات الناجمة عن استخدام الذكاء الاصطناعي غير المصرح به (Shadow AI)، مما يستدعي تعزيز التدابير الأمنية. من الناحية التشريعية، يشير سيمون ماكدوغال من ZoomInfo إلى أن الاتحاد الأوروبي سيقود جهود تنظيم الذكاء الاصطناعي، مما قد يخلق تحديات للشركات الصغيرة والمتوسطة.
التوجهات المستقبلية
في عام 2025، ستشهد مجالات متعددة قفزات نوعية، مثل:
• الصحة والبحث العلمي: تطورات في التنبؤ بتفاعلات البروتينات وتسريع اكتشاف الأدوية، وفقاً لـليونارد وسنيغ، المدير التقني لشركة LabGenius، وهي شركة متخصصة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات اكتشاف الأدوية وتصميم البروتينات.
• الطاقة والروبوتات: زيادة الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي لإدارة شبكات الطاقة وتحسين تصميم الروبوتات، كما يشير جيس كليمانز، مستثمر في شركة Noa Capital Partners، التي تركز على الاستثمار في التقنيات الناشئة بما في ذلك الطاقة والروبوتات.
• التجارب المعززة: تطور التجارب بالواقع المعزز بدعم من الذكاء الاصطناعي، مما يسهل الإبداع والاتصال، بحسب تشي بان، رئيس قسم هندسة الرؤية في Snap Inc، الشركة المالكة لتطبيق “سناب شات” ، والتي تعمل على تطوير تقنيات الواقع المعزز لتعزيز تجارب المستخدمين.